ترمي العدى
بشواظ من صواعقها |
|
فلا ترى مهرباً
منه أعاديها |
رووا بماء الطلا
بيض الظبى ولهم |
|
أحشاء ما ذاق
طعم الماء ظاميها |
حتى إذا ما أقام
الدين واتضحت |
|
آياته وسمت فيهم
معانيها |
وشيدوا للهدى
ركناً به أمنت |
|
أهل الرشاد فلا
لافى مساعيها |
وشاء أن يجزي
الباري فعالهم |
|
من الجزاء بأوفى
ما يجازيها |
دعاهم فاستجابوا
إذ قضوا ظمأ |
|
بأنفس لم تفارق
أمر باريها |
فصرعوا في الوغى
يتلو مآثرهم |
|
في كل آن مدى
الأيام تاليها (١) |
حجة الإسلام السيد ناصر الاحسائي ، مولده في الاحساء سنة ١٢٩١ ه. ووفاته سنة ١٣٥٨ ه. نشأ نشأة صالحة وتربى على يد أبيه الفقيه الكبير ، وبعد وفاة أبيه هاجر إلى النجف الأشرف موطن العلم والعلماء وأكبر جامعة في الفقه فدرس على المرحوم الشيخ محمد طه نجف والشيخ محمود ذهب والشيخ هادي الطهراني ثم عاد إلى الاحساء مرشداً عالماً تقياً ورعاً ثم عاد إلى النجف مرة ثانية فدرس على الشيخ ملا كاظم الأخوند وشيخ الشريعة الأصفهاني والسيد أبو تراب ولما كثر الطلب عليه من أهالي الاحساء لحاجتهم اليه وجعلوا مراجع الطائفة وسائط له عاد ومكث بينهم يفيض من معارفه ويرشدهم إلى ما فيه صلاحهم حتى وافاه الأجل ليلة الاربعاء ثالث شهر شوال سنة ١٣٥٨ ه.
تشرفت برؤية محياه الأنور واستمعت إلى حديثه الشهي وتزودت من نصائحه ومعارفه ، صباحته ونور أساريره يشهدان له بأنه من ذرية الرسول ومن حَمَلة علومهم ، مثالاً للورع والتقى والعبادة والزهادة كنتُ كلما ارتقيت الأعواد أصغى إلى بكله ويستجيد ويستحسن فضائل أهل البيت ومآثرهم ويرتاح لسماع مناقبهم ، يعظم الكبير والصغير ولا يستخف بأحد وأذكر أني فرغتُ
__________________
١ ـ عن الذكرى التي قام بتأليفها الخطيب السيد محمد حسن الشخص.