غنّت لهم سود
المنايا في الوغى |
|
وصليل بيض الهند
من نغماتها |
فتدافعت مشي
النزيف إلى الردى |
|
حتى كأن الموت
من نشواتها |
وتطلعت بدجى القتام
أهلّة |
|
لكن ظهور الخيل
من هالاتها |
تجري الطلاقة في
بهاء وجوهها |
|
إن قطّبت فرقاً
وجوه كماتها |
نزلت بقارعة
المنون بموقف |
|
يستوقف الأفلاك
عن حركاتها |
غرست به شجر
الرماح وإنما |
|
قطفت نفوس الشوس
من ثمراتها |
حتى إذا نفذ
القضاء وأقبلت |
|
زمر العدى تستنّ
في عدواتها |
نشرت ذوائب
عزّها وتخايلت |
|
تطوي على حرّ
الظما مهجاتها |
وتفيأت ظلل
القنا فكأنما |
|
شجر الأراك
تفيأت عذباتها |
وتعانقت هي
والسيوف وبعدذا |
|
ملكت عناق الحور
في جناتها |
وتناهبت أشلاءها
قِصد القنا |
|
ورؤوسها رفعت
على أسلاتها |
وانصاع حامية
الشريعة ظامياً |
|
ما بلّ غلته
بعذب فراتها |
أضحى وقد جعلته
آل أمية |
|
شبح السهام
رميّةً لرماتها |
حتى قضى عطشاً
بمعترك الوغى |
|
والسمر تصدر منه
في نهلاتها |
وجرت خيول الشرك
فوق ضلوعه |
|
عدواً تجول عليه
في حلباتها |
* * *
ومخدرات من
عقائل أحمد |
|
هجمت عليها
الخيل في أبياتها |
من ثاكل حرّى
الفؤاد مروعة |
|
أضحت تجاذبها
العدى جبراتها |
ويتيمةٍ فزعت
لجسم كفيلها |
|
حسرى القناع
تعجّ في أصواتها |
أهوت على جسم
الحسين وقلبها |
|
المصدوع كاد
يذوب من حسراتها |
وقعت عليه تشمّ
موضع نحره |
|
وعيونها تنهلّ
في عبراتها |
ترتاع من ضرب
السياط فتنثني |
|
تدعو سرايا
قومها وحماتها |
أين الحفاظ وفي
الطفوف دماؤكم |
|
سفكت بسيف أمية
وقناتها |
أين الحفاظ وهذه
أشلاؤكم |
|
بقيت ثلاثاً في
هجير فلاتها |