ثم إنّه مشى إلى زهير بن أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت أمة عاتكة بنت عبد المطلب ، فقال : يا زهير ، أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب ، وأخوالك حيث قد علمت ، لا يباعون ولا يبتاع منهم ، أما إنى أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبى الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ، ما أجابك إليه أبدا. قال : ويحك يا هشام! فما ذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد ، والله أن لو كان معى رجل آخر لقمت فى نقضها حق أنقضها. قال : قد وجدت رجلا. قال : فمن هو؟ قال : أنا. قال له زهير : ابغنا رجلا ثالثا. فذهب إلى المطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف فقال له : يا مطعم ، أقد رضيت أن يهلك بطنان من بنى عبد مناف ، وأنت شاهد على ذلك ، موافق لقريش فيه؟ أما والله لئن أمكنتموهم من هذه ، لتجدنهم إليها منكم سراعا. قال : ويحك! فما ذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد. قال : قد وجدت ثانيا. قال : من هو؟ قال : أنا. قال : ابغنا ثالثا. قال : قد فعلت. قال : من هو؟ قال : زهير بن أبى أمية. قال : ابغنا رابعا. فذهب إلى أبى البخترى بن هشام ، فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدى ، فقال : وهل من أحد يعين على هذا؟ قال : نعم. قال : من هو؟ قال : زهير ابن أبى أمية ، والمطعم بن عدى. وأنا معك. قال : ابغنا خامسا.
فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه ، وذكر له قرابتهم وحقهم ، فقال له : وهل على هذا الأمر الذى تدعونى إليه من أحد؟ قال : نعم ، ثم سمى له القوم.
فاتعدوا خطم الحجون ليلا بأعلى مكة ، فاجتمعوا هنالك ، فأجمعوا أمرهم