وحين انتهى الخط
العربى إلى العصر الحديث أصبح تجمعه أقلام مختلفة ، وهى : قلم الثلث ، قلم النسخ ،
قلم الرقعة ، القلم الفارسى ، القلم الديوانى ، قلم التعليق «ويسمى : الإجازة ،
وهو بين الثلث والنسخ» ، القلم الريحانى ، القلم الكوفى ، القلم المغربى.
ـ ٣ ـ
وقد قدمنا أن أول
من أجاد خط المصاحف «خالد بن أبى الهياج» ، ثم جاء على إثره من كانوا على فهم
بالتذهيب والزخرفة ، نذكر منهم : إبراهيم الصغير ، واليقطينى ، وأبا موسى بن عمار
، وابن السفطى ، وأبا عبد الله الخزيمى ، ومحمد بن محمد الهمدانى.
وكان ثمة خطاطون
وقفوا أقلامهم على كتاب الله لا يخطون غيره ، ومنهم من كتب من المصاحف كثرة كثيرة
، أيام أن لم تكن مطابع.
ولقد شجع الملوك
والسلاطين هؤلاء الخطاطين على كتابة المصاحف ، التى كانوا يحبسونها على المساجد ،
بما أغدقوا عليهم من نعم.
وقد أحصى المحصون
لفريق من الخطاطين ، الذين وقفوا أقلامهم على كتابة المصاحف ، ما كتبوا من مصاحف ،
فإذا هذا الإحصاء يطالعك بأن منهم من كتب ألف مصحف ، مثل : محمد بن عمر عرب زاده ،
وأن منهم من كتب خمسمائة ، أو قريبا منها ، مثل : ابن الخازن الحسين بن على ،
والقيصرى محمد بن أحمد ، والكردى عمر بن محمد.
وكان من بين هؤلاء
الخطاطين من له ألوان من الإبداع فى كتابة كتاب الله ، منهم من كتب المصحف فى
ثلاثين ورقة ، وهو اللاهورى محمد روح الله.
فلقد كتب مصحفين
على هذا النحو ملتزما بأن يكون أول كل سطر من الأسطر كلمة أولها حرف الألف ، غير
السطر الأول.
وكتب على بن محمد
مصحفا فى درج من الورق بقلم النسخ ، طوله سبعة أمتار وعرضه ثمانية سنتيمترات.
ومن هذه الإبداعات
جملة تحتفظ بها دار الكتب المصرية ، ومكتبة الأزهر ، ومكتبة الروضة بالمدينة.
كما أن ثمة مصاحف
بدار الكتب المصرية بخطوط مختلفة ، منها :
١ ـ مصحف بالخط
الكوفى ، وهو صورة مصورة عن مصحف عثمان ، رضى الله عنه.
٢ ـ مصحف بقلم
كوفى على رق غزال ، يقال إنه بقلم الإمام جعفر الصادق (١٤٨) ه.