ويكذبك من ينكر عليك أثر اللغة فى التقريب بين شعوب مختلفة الجنس ، فما بالك بشعوب يكاد يجمعها جنس واحد.
وكما حفظ هذا الكتاب الكريم هذا المقوم للأمة العربية ، وهو اللغة ، حفظ مقوما آخر هو الدين ، فلقد عاش هذا الكتاب على الألسنة وفى القلوب فوق ما هو مكتوب يسمع ويتلى فى أوقات متلاحقة متصلة ، لا يكاد الناس ينسون حتى يتذكروا ، ولا يكادون يبعدون حتى يقربوا ، فإذا هم على دينهم كما هم على لغتهم ، وإذا هذه اللغة وذاك الدين يمسكان الأمة العربية فلا تضل عنها لغتها ولا تضل هى عن دينها.
ولا غرو أن كانت للمسلمين به عنايات متصلة طالت وتنوعت ، وهذا أوان ضم هذا كله فى سرد مختصر جامع يعرف به المسلم ما يتصل بقرآنه فى يسر يسير ، دون أن يفوته شىء أو يبهم عليه أمر.