ففرح لإسلامهما المسلمون وأسى لإسلامهما المشركون ، لما رأوه من انتشار الإسلام على الرغم مما يفعلون. وخال المشركون أنهم لم يبلغوا فى الأذى ما يريدون فائتمروا بينهم أن يمعنوا فى الإيذاء إلى حد لا يقوى المسلمون له ، فكتبوا فيما بينهم كتابا تعاقدوا فيه على بنى هاشم وبنى المطلب على أن يقطعوا ما بينهم وبينهم فلا تكون ثمة صلات من زواج أو بيع أو شراء ، غير أن ذلك لم يجد شيئا.
ويفقد الرسول نصير بن عزيز بن إلى نفسه كريمين عليه ، الواحد بعد الآخر ، قبل أن يهاجر إلى المدينة بنحو من ثلاث سنين ، فلقد فقد عمه أبا طالب ، وكان نعم العون له ، كفله بعد وفاة جده عبد المطلب ، ووقف إلى جانبه منذ بعث يناصره ويرد عنه كيد المشركين ، وكان المشركون يهابون أبا طالب فلم يقدموا على كثير مما كانوا يريدون ، وبعد أيام ثلاثة فقد زوجته خديجة بعد زواج دام أربعة وعشرين سنة وستة أشهر ، ولقد علمت موقف خديجة من الرسول قبل أن يبعث وبعد أن بعث ، وكانت أول مسلمة وأول مناصرة ، رعت الرسول وقامت فى عونه أيام لا عون.
وكما حزن المشركون لإسلام حمزة وعمر فرحوا لموت أبى طالب وخديجة ، واشتطوا يمعنون فى الأذى ، غير أن الرسول ما أبه لأذى المشركين وما قعد عن لقاء الناس فى الأسواق يدعو لعقيدته.
وكان الإسراء الذى تم ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم المعراج إلى السماء. وفى تلك الليلة فرضت الصلاة على المسلمين ، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة.
ولسنا نحب أن نخوض فيما خاض فيه المجتهدون من قبل حول الإسراء