ما ترى فى دمك؟ قال : كرامة أكرمنى الله بها ، وشهادة ساقها الله إلىّ ، فليس فى إلا ما فى الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يرتحل عنكم ، فادفنونى معهم ، فدفنوه معهم. فزعموا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال فيه : إن مثله فى قومه لكمثل صاحب ياسين فى قومه.
* * *
ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا ، ثم إنهم ائتمروا بينهم ، ورأوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب ، وقد بايعوا وأسلموا.
فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم كتابهم ، أمر عليهم عثمان بن أبى العاص ، وكان أحدثهم سنّا ، وذلك لأنه كان أحرصهم على التفقه فى الإسلام ، وتعلم القرآن. فقال أبو بكر لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا رسول الله ، إنى رأيت هذا الغلام منهم من أحرصهم على التفقه فى الإسلام ، وتعلم القرآن.
فلما فرغوا من أمرهم ، وتوجهوا إلى بلادهم راجعين ، بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، معهم أبا سفيان بن حرب ، والمغيرة بن شعبة ، فى هدم الطاغية ، فهرجا مع القوم ، حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة بن شعبة أن يقدم أبا سفيان ، فأبى ذلك أبو سفيان عليه ، وقال : ادخل أنت على قومك ، وأقام أبو سفيان بماله ، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول ، وقام قومه دونه ، بنو معتب ، خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة ، وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين عليها.
* * *