الوليد ، ناوشوهم شيئا من قتال ، فقتل كرز بن جابر ، أحد بنى محارب بن فهر ، وخنيس بن خالد بن ربيعة بن أصرم ، حليف بنى منقذ ، وكانا فى خيل خالد بن الوليد ، فشذا عنه ، فسلكا طريقا غير طريقه فقتلا جميعا.
وأصيب من جهينة سلمة بن الميلاء ، من خيل خالد بن الوليد ، وأصيب من المشركين ناس قريب من اثنى عشر رجلا ، أو ثلاثة عشر رجلا ، ثم انهزموا فخرج حماس منهزما ، حتى دخل بيته ، ثم قال لامرأته : أغلقى على بابى ، فقالت : فأين ما كنت تقول؟ فقال :
إنك لو شهدت يوم الخندمة |
|
إذ فر صفوان وفر عكرمه |
لهم نهيت (١) خلفنا وهمهمه |
|
لم تنطقى فى اللوم أدنى كلمه |
* * *
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما نزل مكة واطمأن الناس ، خرج حتى جاء البيت ، فطاف به سبعا على راحلته ، يستلم الركن بمحجن فى يده. فلما قضى طوافه ، دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، ففتحت له ، فدخلها ، فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها ، ثم وقف على باب الكعبة وقد استدار له الناس فى المسجد ، ثم جلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المسجد ، فقام إليه على بن أبى طالب ومفتاح الكعبة فى يده ، فقال يا رسول الله ، أجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أين عثمان بن طلحة؟ فدعى له ، فقال : هاك مفتاحك يا عثمان ، اليوم يوم بر ووفاء.
* * *
__________________
(١) النهيت : صوت الصدر.