ولما انتهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى ذى طوى ، وقف على راحلته معتجرا بشقة برد حبرة حمراء. وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل.
* * *
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين فرق جيشه من ذى طوى ، أمر الزبير بن العوام أن يدخل فى بعض الناس من كدى ، وكان الزبير على المجنبة اليسرى ، وأمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كداء. وأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد فدخل من الليط ، أسفل مكة ، فى بعض الناس ، وكان خالد على المجنبة اليمنى ، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب. وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ، ينصب لمكة بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ودخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أذاخر ، حتى نزل بأعلى مكة ، وضربت له هنالك قبته.
* * *
ثم إن صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبى جهل ، وسهيل بن عمرو ، كانوا قد جمعوا ناسا بالخندمة ليقاتلوا ، وقد كان حماس بن قيس بن خالد ، أخو بنى بكر ، يعد سلاحا قبل دخول رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويصلح منه ، فقالت له امرأته : لما ذا تعد ما أرى؟ قال : لمحمد وأصحابه ، قالت : والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شىء ، قال : والله إنى لأرجو أن أخدمك بعضهم. ثم شهد الخندمة مع صفوان وسهيل وعكرمة. فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن
(م ١٦ ـ الموسوعة القرآنية ـ ج ١)