وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عبد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر.
* * *
وكان عبد الله أحب ولد عبد المطلب إليه ، فلما أخذ صاحب القداح القداح ليضرب بها ، قام عبد المطلب يدعو الله ، ثم ضرب صاحب القداح ، فخرج القدح على عبد الله فأخذه عبد المطلب بيده ، وأخذ الشفرة ، ثم أقبل به ليذبحه ، فقامت إليه قريش فقالوا : ما ذا تريد يا عبد المطلب؟ قال : أذبحه ، فقالت له قريش وبنوه : والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه ، لئن فعلت هذا لا زال الرجل يأتى بابنه حتى يذبحه ، فما بقاء الناس على هذا ، انطلق به إلى الحجاز ، فإن به عرافة لها تابع ، فسلها ، ثم أنت على رأس أمرك ، إن أمرتك بذبحه ذبحته ، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته.
فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها بخير ، فركبوا حتى جاءوها فسألوها ، وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه ، وما أرادوا به ، ونذره فيه ، فقالت لهم : ارجعوا عنى اليوم حتى يأتينى تابعى فأسأله ، فرجعوا من عندها ، فلما خرجوا عنها قام عبد المطلب يدعو الله ، ثم عدوا عليها ، فقالت لهم : قد جاءنى الخبر ، كم الدية فيكم؟ قالوا : عشرة من الإبل ـ وكانت كذلك ـ قالت : فارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم ، وقربوا عشرة من الإبل ، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح ، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم ، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه ، فقد رضى ربكم ونجا صاحبكم.
فخرجوا حتى قدموا مكة ، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر ، قام