رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما ، فرقا من أن يأتى من الله تحقيق ما قال الناس.
ثم سرى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجلس ، وإنه ليتحدر منه مثل الجمان فى يوم شات ، فجعل يسمح العرق عن جبينه ، ويقول : أبشرى يا عائشة ، فقد أنزل الله براءتك ، قالت : قلت : بحمد الله. ثم خرج إلى الناس ، فخطبهم ، وتلا عليهم ما أنزل الله عليه من القرآن فى ذلك ، ثم أمر بمسطح بن أثاثة ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة ، فضربوا حدهم.
فلما نزل هذا فى عائشة ، وفيمن قال لها ما قال ، قال أبو بكر ، وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته : والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ، ولا أنفعه بنفع أبدا ، بعد الذى قال لعائشة ، وأدخل علينا ، فأنزل الله فى ذلك : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١).
فقال أبو بكر : بلى والله : إنى لأحب أن يغفر الله لى ، فرجع إلى مسطح نفقته التى كان ينفق عليه وقال : والله لا أنزعها منه أبدا.
وكانت عائشة تقول : لقد سئل عن أبى المعطل فوجدوه رجلا حصورا ، ما يأتى النساء ، ثم قتل بعد ذلك شهيدا.
* * *
__________________
(١) سورة النور : ٢٢.