والنضر بن الحارث ، وزمعة بن الأسود ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف ، ونبيه ، ومنبه ، ابنا الحجاج ، وسهيل بن عمرو ، وعمرو بن عبد ود. فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الناس ، فقال : هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ أكبادها.
وكان بسبس بن عمرو ، وعدى بن أبى الزغباء ، قد مضيا حتى نزلا بدرا ، فأناخا إلى تل قريب من الماء ، ثم أخذا شنّا لهما يستقيان فيه ، ومجدى بن عمرو الجهنى على الماء ، فسمع عدى وبسبس جاريتين من جوارى الحاضر ، وهما يتلازمان على الماء ، والملزومة تقول لصاحبتها : إنما تأتى العبر غدا أو بعد غد ، فأعمل لهم ، ثم أقضيك الذى لك. قال مجدى : صدقت ، ثم خلص بينهما. وسمع ذلك عدى وبسبس ، فجلسا على بعيريهما ، ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخبراه بما سمعا.
وأقبل أبو سفيان بن حرب ، حتى تقدم العير حذرا ، حتى ورد الماء ، فقال لمجدى بن عمرو : هل أحسست أحدا؟ فقال : ما رأيت أحدا أنكره ، إلا أنى قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ، ثم استقيا فى شن لهما ، ثم انطلقا. فأتى أبو سفيان مناخهما ، فأخذ من أبعار بعيريهما ، ففته ، فإذا فيه النوى ، فقال : هذه والله علائف يثرب ، فرجع إلى أصحابه سريعا ، فضرب وجه عيره عن الطريق ، فساحل بهما ، وترك بدرا بيسار ، وانطلق حتى أسرع.
وأقبلت قريش ، فلما نزلوا الجحفة ، رأى جهيم بن الصلت بن مخزمة بن المطلب بن عبد مناف رؤيا ، فقال : إنى رأيت فيما يرى النائم ، وإنى لبين النائم واليقظان ، إذ نظرت إلى رجل قد أقبل على فرس ، حتى وقف ، ومعه بعير له ، ثم قال : قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو الحكم بن هشام ، وأمية
(م ٩ ـ الموسوعة القرآنية ـ ج ١)