سَلَامة كاللَّذاذة واللَّدَاذ والرَّضَاعة والرضاع فلا يصح وانما الصحيح أن السلامَ والسلامة بمعنى كما أنّ اللَّذَاذ واللَّذَاذة بمعنى قال
تُحَيِّى بالسَّلامةِ أُمّ عَمْرٍو |
|
وهَلْ لك بعد قَوْمِك من سَلَام |
فأما قولهم سلامٌ عليك فانما اسْتَجَازوا حذف الالف واللام منه والابتداءَ به وهو نكرة لانه فى معنى الدعاء ففيه وان رَفَعْتَ معنى المنصوب* قال سيبويه* وأما قوله تعالى (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) فمعناه تَسَلَّمْنا منكم تَسَلُّمَا لا خير بيننا وبينكم ولا شَرَّ* صاحب العين* التَّحِيَّة ـ السَّلَام* سيبويه* حَيَّيْتُه اسْتَقْبَلْتُه بالتحية كقولك فَسَّقْته وزَنَّيْتُه ـ اذا قلت له يا فاسق ويا زانى ومن تحية المَزُور للزائر قولهم أَهْلاً ومَرْحَبًا وإنْ تَأْتِنى فأَهْلَ اللَّيْل وأهلَ النهار على معنى أنك تأتى من يكون أهلاً لك بالليل والنهار وقد قَدَّره سيبويه كأنه صار بدلا من رَحُبَتْ بلادُك وأَهِلَتْ وهذا التقدير انما قَدَّره بالفعل لان الدعاء انما يكون بفِعْل فَردَّه الى فِعْلٍ من لفظ الشئ المَدْعُوّ به كما يقدرون تُرْبًا وجَنْدَلاً بِتَرِبْتَ وجُنْدِلْتَ وانما الناصب له أَصَبْتَ تُرْبًا وجَنْدَلاً وأُلْزِمْتَ تُرْبًا وجَنْدَلاً على ما تَحْسُن العبارة به عن المعنى المقصود به وهذا انما يُستعمل فيما لا يُستعمل الفعلُ فيه ولا يَحْسُن فى موضع الدعاء به ألا ترى أن الانسان الزائر اذا قال له المزور مرحبا وأهلا فليس يريد رَحُبْتَ بلادك وأَهِلَتْ وانما يريد أَصَبْتَ سَعَةً عندنا وانْسًا لان الانسان انما يَأْنَسُ بأَهْله ومن يَأْلَفُه وقد مَثَّله الخليل بانه بمنزلة رجل رأيته قد سَدَّدَ سَهْما فقلت القِرْطاسَ أى أصبْتَ القرطاس أى أنت عندى ممن سَيُصِيبه وان أَثْبَتَ سَهْمَه قلت القرطاس أى اسْتَحَقَّ وقوعه بالقرطاس* قال سيبويه* فانما رأيت رجلا قاصدا الى مكان أو طالبا أمرا فقلت مرحبا وأهلا أى أَدْرَكْت ذلك وأصبْتَ فحذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إياه* قال* ويقول الرَّادُّ وَبِك وأهلا وسهلا وبِكَ أهلاً فاذا قال وبك وأهلا فكأنه قد لَفَظَ بمَرْحَبًا بك وأهلا واذا قال وبك أهلا فهو يقول ولك الأهل اذا كان عندك الرُّحْب والسَّعَة فاذا رَدَدْتَ فانما تقول أنت عندى ممن يقال له هذا لو جِئْتَنِى وانما جئتَ بِبِكَ لِتُبَيِّن مَنْ تَعْنِى بعد ما قلت مرحبا كما قلتَ لك بعد سَقْيًا وهذا الكلام تقديره أن الداخل الذى