اللغات* أبو عبيد* طابَ حَمِيمُك ـ أى الاستحمامُ يعنى الاغْتسال وقيل انما يقال ذلك للانسان عَقِبَ الحَمَّامِ ـ أى طابَ عَرَقُك ومما يُدْعَى به للانسان قولهم سَقْيًا ورَعْيًا كأنك قُلْتَ سَقَاك الله سَقْيًا وَرَعَاك رَعْيًا ومن ذلك قولُهم هَنِيئًا مريئًا وليس فى الكلام غير هذين الحرفين صفة يُدْعَى بها وذلك أنَّ هَنِيئًا مَرِيئًا صفتان لأنك تقول هذا شئ مَرِىء كما تقول هذا جَمِيلٌ صَبِيحٌ وما أشبه ذلك من الصفات على فَعِيل فَدُعِىَ بهما للانسان وليسا بمصدرين ولا هما من أسماء الجواهر كالتُّرب والجَنْدَل ويكون التقدير فى نصبهما كأنه قال ثَبَتَ لك ذلك هَنِيئًا وذلك لشئٍ تراه عنده مما يأكله أو مما يَسْتَمِتْعُ به أو يَنَالُه من الخير فاخْتُزِل الفِعْل وجُعِل بَدَلاً من اللفظ بقولهم هَنَأَك ويَدُلُّ على ذلك أنه قد يَظْهَر هَنَأَك ويَهْنِئُك فى الدعاء قال الأخطل
إلَى إمام تُغَادِينَا فَوَاضِلُهُ |
|
ظَفَّرَهُ اللهُ فَلْيَهْنِئْ له الظَّفَرُ |
فَدَعا له بِيَهْنِئ والظَّفَرُ فاعلُه وصار يَهْنِئ له الظَّفَرُ كقوله هَنِيئًا له الظَّفَرُ وصار اختزالُ الفعل وحذفُه فى هَنِيئًا كحذفه فى قولهم الحَذَرَ والتقدير احْذَرْ فاذا قلت هَنِيئًا له الظَّفَرُ فالتقدير ثَبَتَ هَنِيئًا له الظَّفَرُ وهذا كلُّه مَذْهَبُ سيبويه ومَنْزَعُه
حُسْنُ الثَّناء على الانسان
* ابن دريد* أَثْنَيْتُ عليه والاسم الثَّناءُ ولا يكون إلا فى الخير* قال أبو على* الثَّنَاءُ ـ فى الخير والشر والثَّنَاءُ ـ فى الشر* قال سيبويه* نَثَا يَنْشُو نَثَاء ونَثًا* أبو عبيد* مَدَحْتُه أَمْدَحُه مَدْحًا ومِدْحَةً ومَدَهْتُه أَمْدَهُه مَدْهًا ومِدْهَةً وأنشد
* لِلّهِ دَرُّ الغَانِيَاتِ المُدَّهِ*
وهو مُبْدَل* ابن دريد* مَدِيحٌ وأَمَادِيحُ* قال ابن جنى* ونظيره حَدِيثٌ وأَحَادِيثُ ورجلٌ مَدِيحٌ ـ مَمْدُوحٌ والمُثْنِى يَمْدَحُ لا غير والشاعرُ يَمْدَحُ ويَمْتَدِحُ والرجلُ يَتَمَدَّح بما لَيْسَ عِنْدَه* صاحب العين* المَدْهُ ـ فى نَعْتِ الهيئة