يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ)(١) * وَكذلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ المَصاحِفُ قُلْتَ ياقَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ * فَعَصَوكَ وَخالَفُوا عَلَيْكَ * وَاسْتَدْعَوا نَصْبَ الحَكَمَيْنِ * فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ * وَتَبَرَّأْتَ إِلى الله مِنْ فِعْلِهِمْ * وَفَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ فَلَمَّا أَسْفَرَ الحَقُّ وَسَفِهَ المُنْكَرُ * وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالجَوْرِ عَنِ القَصْدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ * وَأَلْزَمُوكَ عَلى سَفَهٍ التَّحْكِيمَ الَّذِي أَبَيْتَهُ وَأَحَبُّوُه وَحَظَرْتَهُ وَأَباحُوا ذَنْبَهُمْ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ وَأَنْتَ عَلى نَهْجِ بَصِيرَةٍ وَهُدىً * وَهُمْ عَلى سُنَنِ ضَلالَةٍ وَعَمىً * فَما زالُوا عَلى النِّفاقِ مُصِرِّينَ * وَفِي الغَيِّ مُتَرَدِّدِينَ حَتّى أَذاقَهُمُ الله وَبالَ أَمْرِهِمْ * فَأَماتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عانَدَكَ فَشَقِيَ وَهَوى * وَأَحْيا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِيَ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ غادِيَةً وَرائِحَةً وَعاكِفَةً وَذاهِبَةً * فَما يُحِيطُ المادِحُ وَصْفَكَ * وَلايُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ * أَنْتَ أَحْسَنُ الخَلْقِ عِبادَةً * وَأَخْلَصُهُمْ زَهادَةً * وَأَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ * أَقَمْتَ حُدُودَ الله بِجُهْدِكَ * وَفَلَلْتَ عَساكِرَ المارِقِينَ بِسَيْفِكَ * تُخْمِدُ لَهَبَ الحُرُوبِ بِبَنانِكَ * وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيانِكَ * وَتَكْشِفُ لَبْسَ الباطِلِ عَنْ صَرِيحِ الحَقِّ * لا تَأْخُذُكَ فِي الله لَوْمَةَ لائِمٍ * وَفِي مَدْحِ اللهِ تَعالى لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ المادِحِينَ وَتَقْرِيظِ الواصِفِينَ * قالَ الله تَعالى : (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)(٢) * وَلَمَّا
__________________
(١) طه ٢٠ : ٩١ ـ ٩١.
(٢) الأحزاب ٣٣ : ٢٣.