ويكون حريصا عندما يمسه الخير فيكون في حالة من الغنى ، والرفاه ، والسعة ، شحيحاً على المال ، ولكن المؤمنين الذين عبَّر الذكر الحكيم عنهم بالمصلين ، لمداومتهم على الصلاة ، واستزادتهم منها ، يتصفون بالصبر عند الشدائد ، فيسلمون أمرهم إلى الله عزوجل ، فلا يصيبهم هلع ، ولا جزع ، ولا يتصفون بالشح ومنع المال ، بل يُخرجون من أموالهم ما فرض الله تعالى عليهم من حقوق ، ويجتهدون في إسعاد المعوزين من الناس بما يبذلونه لهم مما رزقهم الله تعالى ، يبتغون بذلك وجهه ، ولا شك أنَّ المؤمنين يتفاوتون في ذلك كل حسب درجة إيمانه.
والرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيه وصنوه المرتضى عليهالسلام هما أكمل المؤمنين إيماناً ، وهما أكمل الأفراد الذين تصدق عليهم هذه الآية الكريمة ، حتى كأنَّهما مخصوصان بهذا الإستثناء دون غيرهما ، وسيرتهما خير دليل على ذلك ، ولم أجد فيما لدي من المصادر رواية تخصص نزول هذه الآية الكريمة فيهما ، وما نصَّ عليه الإمام الهادي عليهالسلام في الزيارة كافٍ لمن اتبع هدى أهل البيت عليهمالسلام.
وكل ظالم هو متردد في الضلال ، متحير ، غير مهتدٍ للحق ، جائر عن القصد ، فكيف بمن ظلم صنو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووصيه ، ومن كان منه بمنزلة الرأس من الجسد ، والذراع من العضد ، ووليه ، والذاب عن حوضه ، إلى غير ذلك مما حباه الله عزوجل من فضل؟! وهو يعلم بما جاء في فضله في الكتاب العزيز والسنة الشريفة ، مع قرب العهد ، ووضوح الحجة والدليل.