عداء للإسلام فيما شرَّع ، وعداء لله عزوجل ولرسوله الحبيب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تقول الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام : «وما الذي نقموا من أبي الحسن ، نقموا ـ والله ـ منه نكير سيفه ، وشدة وطئته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله» (١).
والعدو المقصود ـ هنا ـ هو معاوية بن أبي سفيان الذي أخرج أهل الشام لحرب الإمام علي عليهالسلام ، وعداء معاوية لله تعالى حقيقة دلَّ عليها سلوكه ، وأثبتتها سيرته ، لقد حارب معاوية الإسلام مع أبيه أبي سفيان في جميع الحروب قبل فتح مكة ، وأنكر على أبيه تظاهره بالإسلام يوم الفتح ، حيث كان خارج مكة يوم الفتح ، ثم أعلن الإسلام كرهاً بعد عودته إليها ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعدّه في عداد المؤلفة قلوبهم.
ولو لم يرتكب معاوية من الموبقات سوى عداءه للإمام علي عليهالسلام لكفى به شاهداً على كفره ونفاقه ، ومن راجع سيرته اتضح له بجلاء أنَّه كان جاحداً لما جاء به الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم بما كان يستبيحه من الحرمات ، ويتجاهر بارتكابه من الموبقات ، كتجاهره بشرب الخمر ، وقتله الأبرار من الصحابة والتابعين ، يستحل دماءهم بدون مبرر ، وتنكيله بالصلحاء من المسلمين ، ونهب الأموال ، وتوليتة الفسقة على رقاب الناس ، ونقضه العهود التي أعطاها للإمام الحسن السبط عليهالسلام ، حيث أعلن بعد إبرامها ـ بلا فصل ـ نواياه الشريرة بعدم الوفاء بها ، واغتياله له بدس السم إليه ، وأخذه البيعة لابنه الفاسق يزيد بالإكراه ، والتهديد ، والوعيد ، وبذله الأموال الطائلة لذوي المطامع من أجل إتمامها (٢).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٣٣.
(٢) راجع تفاصيل ما أشير إليه في : النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ، النص والإجتهاد ٣١٩ ، ٣٣٣ ، الغدير : ج ١٠ / ١١.