والإمام علي عليهالسلام هو معجزة الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم الخالدة ؛ لأنَّه تربى في حجره ، وترعرع في كنفه ، واكتسب منه علومه وآدابه ، فهو البرهان المنير على عظمة الرسالة التي ربته ، وأفصح عنها من علومه ما ملأ الآفاق ، وهو البرهان المنير بسيرته وخصائصه على أحقيته للخلافة.
أوتي الإمام علي عليه السلا من الفضل ما لم يبلغه أحد من العالمين ، الفضل الذي لم يترك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فرصة إلّا نوه به ، وأشار إليه ، حتى سارت به الركبان ، وتعذر على الحاقدين طمس معالمه ، وقد نزل به الذكر الحكيم ، وشهد به الملائكة المقربون ، ولا شك أنَّ الله عزوجل يلزم مبغضه الخسران والهلاك ؛ لأنَّه يبغض سيد أوليائه بدون مبرر ؛ ولأنَّ الإمام علياً عليهالسلام مبعث فخر واعتزاز للبشرية جمعاء في مختلف عصورها ، وهو يستحق منها الحب والمودة والوفاء ، ومن أبغضه ضيَّع نصيبه من اكتساب الفضل بمعرفة حقه ، والسير على هديه في الدنيا ، كما حخسر ببغضه إياه ما أعده الله تعالى لمحبي أوليائه من الجزاء الجميل ، وأقحم نفسه فيما أعده لمبغضي أوليائه ، ومن نصب لهم العداء من العذاب.