وعبد الله بن مسعود ، وأبي ذر ، وأضرابهم.
ولعل من أهم هذه المواقف إقامته الحد على الوليد ، وقد قامت البينة على شربه الخمر ، عندما تلكأ الخليفة في إقامة الحد عليه ، متأثراً بالنسب بينهما ، وتردد غيره مجاملة للخليفة ، ولكن الإمام علياً عليهالسلام أخذ على عاتقه إقامة حدود الله عزوجل ، فلم يتردد ، ولم يجامل على حساب الدين ، ولم يخش غضب الأمويين الذين استحوذوا على السلطة ـ يوم ذاك ـ ، بل أدّى وظيفته الشرعية غضباً لله تعالى إذ عُصِي ، غير مكترث لسخط مخلوقٍ.
ومنها : موقفه مع النجاشي شاعره يوم صفين ، والذي كان في طليعة المدافعين عنه ، قال ابن أبي الحديد : (حدَّث ابن الكلبي عن عوانه ، قال : خرج النجاشي في أول يوم من شهر رمضان ، فمرَّ بأبي سمال الأسدي ـ وهو قاعد بفناء داره ، فقال له : أين تريد؟.
قال : أردت الكناسة. فقال : هل لك في رؤوس ، وأليات ، قد وضعت في التنور من أول الليل ، فأصبحت قد أينعت ، وتهرت؟. قال : ويحك! في أول يوم من شهر رمضان؟!. قال : دعنا ممّا لا يعرف!. قال : ثمَّ مه؟. قال : أسقيك من شراب كالورس ، يطيب النفس ، يجري في العرق ، ويزيد في الطرق ، يهظم الطعام ، ويسهل للفدم الكلام ، فنزل ، ثمَّ أتاه بنبيذ ، فشربا ، فلمّا كان آخر النهار علت أصواتهما ، ولهما جار من شيعة علي عليهالسلام ، فأتاه ، فأخبره بقصتهما ، فأرسل إليهما قوماً ، فأحاطوا بالدار ، فأمّا أبو سمال ، فوثب إلى دور بني أسد ، فأفلت ، واُخذ النجاشي ، فاُتى عليهالسلام به ، فلمّا أصبح ، أقامه في سراويل ، فضربه ثمانين ، ثم زاده عشرين سوطاً. فقال : يا أمير المؤمنين ، أمّا الحد فقد عرفته ، فما هذه العلاوة؟!. قال : «لجرأتك على الله ،