ظلها العدل ، ومن بلغ
هذا الحد من الإعراض عن الدنيا ، فهو حقاً مخالف لهواه.
محالفته التقوى :
ضرب الإمام علي عليهالسلام المثل الأعلى في
تقواه ، والتزامه بما جاء به الشرع الشريف ، وتحرجه من المعاصي مهما كانت صغيرة ،
يقول عليهالسلام
: «والله
لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جِلب
شعيرة ما فعلته ، وإنَّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ، ما لعلي
ولنعيم يفنى ، ولذى لا تبقى
».
ويرسم لنا الإمام علي عليهالسلام الأسس التي يعتمدها
في سيرته ، والتي ينبغي للمسلم أن يقتدي به فيها ، فيتخذها نهجاً للعمل ، فيقول : «إحذر أن يراك الله
عند معصيته ، ويفقدك عند طاعته ، فتكون من الخاسرين ، وإذا قويت فاقوَ على طاعة
الله ، وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله
» ، وقد عرف عنه
تقيده بهذا النهج القويم ، فهو لا يأمر بطاعة إلّا بعد تطبيقها على نفسه ، ولا ينهى
عن معصية وهو منتهٍ عنها ، يقول عليهالسلام
: «أيها
الناس إنّي ـ والله ـ ما أحثكم على طاعة إلّا وأسبقكم إليها ، ولا أنهاكم عن معصية
إلّا وأتناهى قبلكم عنها
».
ونختم الحديث عن مخالفته الهوى ،
ومحالفته التقى بما وصفه به حفيده الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام حيث يقول : «والله
ما عرض لعلي أمران كلاهما لله
__________________