أكبر وأكثر ، وليس بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد من هذه الأمة أطاع الله تعالى ، والتزم بأحكام شريعته كالإمام علي عليهالسلام ، وقد وفى الله عزوجل له بعهده على لسان نبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي أخبر بأنَّه من سادة أهل الجنة ، وأنَّه معه يوم القيامة ، وفي درجته ، وأنَّه حامل لوائه فيها ، وأنَّه صاحب حوضه ، وأول من يدخل الجنة معه ، وأنَّه قسيم الجنة والنار ، والدخول إلى الجنة لا يكون إلّا بجواز منه ، إلى غير ذلك من الأحاديث المستفيضة ، التي اتفق على روايتها جميع أهل القبلة على اختلاف مذاهبهم ، ولننقل بعضاً منها :
عن أنس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة : أنا ، وحمزة ، وعلي ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهدي» (١).
وفي حديث زيد بن أبي أوفى في المؤاخاة قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وأنت معي في قصري في الجنة ، مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ، ورفيقي ، ثمَّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : * إخواناً على سرر متقابلين * المتحابين في الله ، ينظر بعضهم إلى بعض» (٢).
وفي حديث زيد بن أرقم في المؤاخاة ، قال : آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين أصحابه ، فقال علي : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ، وتركتني ، فقال : «أنت أخي ، أما ترضى أن تدعى إذا دعيت ، وتكسى إذا كسيت ، وتدخل الجنة إذا دخلت؟. قال : بلى» (٣).
وفي حديث جابر بن سمرة ، قال : قيل : يا رسول الله من يحمل رايتك يوم
__________________
(١) ذخائر العقبى ٨٩ ، الصواعق المحرقة ١٦٠ ، فضائل الخمسة ٣ / ١١٠.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٣١ / ٤١٦ ، ٤٢ / ٥٣ ، ذخائر العقبى ٨٩ ، فضائل الخمسة ٣ / ١٠٨ ، كنز العمال ٩ / ١٦٧ ، ١٧٠ ، ١٣ / ١٠٦.
(٣) أنساب الأشراف ٢ / ١٤٤.