والمتوكل من سنة ٢٣٢
ـ ٢٤٧ ، والمنتصر ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، والمستعين ٢٤٨ ـ ٢٥٢ ، والمعتز ٢٥٢ ـ ٢٥٥ ، وهو الذي
أقدم على جريمة قتل الإمام الهادي عليهالسلام
سنة ٢٥٤.
في ذلك الجو قام الإمام الهادي عليهالسلام بهذا العمل ، وصدر
عنه هذا الكلام ، فهو من هذه الجهة يدل على تحديه عليهالسلام
للسلطة وصدعه بالحق رغم الخطر.
ويدل من جهة أخرى ، على إصراره عليهالسلام على تقديم مكانة
أمير المؤمنين عليهالسلام
الربّانية في الإسلام ، بصفته أوّل العترة النبوية الذين هم منظومة إمامة وقيادة ،
اختارها الله تعالى رغم رفض قريش له ، وبنى عليها عزوجل خطته لإظهار الإسلام على
الدين كله.
وتتكامل صورة زيارة الأمير يوم الغدير ،
عندما تعرف اَنَّ زيارة الجامعة الكبيرة صدرت أيضاً من الإمام الهادي عليهالسلام وهو في سامراء ،
فأملاها على موسى بن عمران النخعي رحمهالله عندما قال له : (علمني يا ابن رسول
الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم ، فقال : «إذا صرت إلى الباب
فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : الله أكبر
ثلاثين مرة ، ثم امش قليلاً وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ، ثم قف وكبر
الله عزوجل ثلاثين مرة ، ثم ادْنُ من القبر وكبر الاله أربعين مرة تمام مثة تكبيرة
، ثم قل : السلام عليك يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ،
ومهبط الوحي ، ومعدن الرسالة ، وخزان العلم ... الخ».
والزيارة الجامعة كزيارة الغدير نَصٌّ
معصومٌ ، في نحو عشر صفحات ، يزور بها الشيعة أئمتهم عليهمالسلام
فيتلونها في مشاهدهم ، كما يتلونها في مساجدهم وحسينياتهم وبيوتهم.
ونظراً إلى هذا الغنى الفكري والأصالة
العقائدية في هذين النصين ، نجد أنهما