أشكال العمل السياسي.
بالرغم من اختلاف اتجاهاتهم الفكرية وانتمائاتهم الدينية : ففيهم السنّي ، والعلماني ، والشيعي : الزيدي ، بل الإمامي الاثنا عشري!
وهم يحسبون الإمام قائما بدور المعلم ـ فحسب ـ في تربية الطليعة المثقّفة والواعية ، بعيدا عن الصراع السياسي ، ومنصرفا عن أيّ تحرّك معارض للأنظمة الحاكمة ، ويحّددون واجباته بالإعداد الثقافي للاُمة ، والتحصين لها عقائديا ، وفقط!
وحاول بعضهم إجراء هذا الحكم على الأئمة بعد الإمام السجاد عليهالسلام ، وفرضهم سائرين على منهج واحد ، او يؤدّون دورا ، بعينه.
ولنقرأ معا بعض ما كتبوه في هذا الصدد :
تقول كاتبة جامعية : افتقدت الشيعة ـ بمصرع الحسين ـ الزعيم الذي يكون محورا لجماعتهم وتنظيمهم ، والذي يقودهم الى تحقيق تعاليمهم ومبادئهم ، وانصرف الإمام علي زين العابدين عن السياسة الى الدين ، وعبادة الله عز وجل ، وأصبح للشيعة زعيما روحيا ، ولكنّه لم يكن الثائر السياسي الذي يتزعّم جماعة الشيعة ، حتى أنّه آثر البقاء في المدينة طوال حياته.
وحاول المختار بن أبي عبيدة الثقفي أن ينتزع عليا من حياة التعبيد ، والاشتغال بالعلم الى ميادين السياسة ، دون جدوى! (١)
ويقول كاتب شيعي : كانت فاجعة مقتل أبيه التي شاهدها ببصره أقسى من أن تتركه يطلب بعد ذلك شيئا من إمارة الدنيا ، أو يثق في الناس ، أو يشارك في شأن من شؤون السياسة ، اعتكف على العبادة ... (٢).
ويقول كاتب سنيّ : لكن الإقبال على الله واعتزال شؤون العالم ... كان منهجه في حياته الخاصة ، وطابعه الذي طبع به التشيع الأثني عشري ، فاتجه الى الإمامة
__________________
(١) جهاد الشيعة للدكتورة الليثي ( ص ٢٩ ).
(٢) نظرية الإمامة ، لصبحي ( ص ٣٤٩ ) عن كاظم جواد الحسيني : حياة الإمام علي بن الحسين ( ص ٣٢٠ ) ، وانظر ثورة زيد لناجي حسن ( ص ٣٠ ـ ٣١ ) ..