الحديث والمعاصر ، الدكتور جيرار جهامي ، مكتبة لبنان ناشرون ، ج ٣ (مادّة فكر) ..
يقول محمّد عابد الجابري في «إشكاليّات الفكر العربي المعاصر» ص ١٢ ، ٥١ :
الفكر ليس مضموناً أو محتوى وحسب ، بل هو أداة أيضاً ، أداة لإنتاج الأفكار ، سواء منها تلك التي تصنّف داخل دائرة الايديولوجيا أو داخل دائرة العلم .. هو أداة بمعنى أنّه جملة مبادئ ومفاهيم وآليات تنتظم وتترسّخ في ذهن الطفل الصغير منذ ابتداء تفتّحه على الحياة لتشكّل فيما بعد «العقل» الذي به يفكّر ، أي الجهاز الذي به يفهم ويؤوّل ويحاكم ويعترض ..
وفي ص ٦ ، ٥٢ يقول :
إنّ تلك المبادئ والمفاهيم والآليّات الذهنيّة التي تدخل في تكوين الفكر الأداة ، أو العقل ، هي عبارة عن عناصر متداخلة متشابكة بصورة تجعل منها بنية ، أي «منظومة من العلاقات الثابتة في إطار بعض التحوّلات» ، الأمر الذي يعني أنّ الفكر أداة تعمل بثوابت معيّنة وأنّ عملها ذاك لا يخترق حدوداً معيّنة ، كذلك هي الحدود التي تنتهي عندها التحوّلات والتغيّرات التي تقبلها تلك الثوابت ، أي التي لا تمسّها في ثباتها وتماسكها .. غير أنّ هذه الخاصّية البنيويّة ليست مقصودة على الفكر