الوسطيّة بين الأصالة والتجديد
حينما يكون النصّ موّاجاً قابلاً للتحاور والتناغم مع المحاولات الجادّة لفهمه ودرك معانيه فهذا يعني : منح الفضاء المعرفيّ مزيداً من الحراك العلمي والحضاري ، شريطة أن يكون بأدوات وآليات تتلاءم وحاجة الظرف .. إنّها خطوة رائدة تعمل على تجاوز الجمود والخمود اللذين أصابا مصانع الفِكَر وقوّضا المساعي الرامية إلى الخروج بها من واقع التبعيّة والاستسلام إلى قلل الإبداع والاستقلال وبلوغ المرام ..
يجب أن نؤمن أوّلاً أنّ كلّ الأفهام والتفسيرات والتأويلات والمعاني التي رشحت بفعل قراءة وتحليل واستقراء ومقارنة النصّ ـ رغم شموخ الكثير منها ـ تبقى في فضاء النسبي إزاء المطلق ، وهذا ما يعني : أنّ ما بُذل لا يمثّل نهاية المطاف أبدا ، إنّها بارقة أمل تفتح آفاق النموّ والفلاح لاُمّة لا خيار لها سوى التمسّك بحركة العقل والفكر والعلم النابضة بالحيويّة والفاعليّة ، بل هي محكومة بهذا الخيار بفعل القيم والمبادئ والمفاهيم التي تدعوها إلى عدم السكون ، بل الاستمرار في الجهد والعطاء اللّذين يمثّلان الركائز المحوريّة لقانون البقاء وإدارة عمليّة الصراع ..