صراع المانع والمقتضي
لعلّ من الصعوبة بمكان الاستمتاع بالحرّيّة والاسترسال والشفّافيّة والطمأنينة ونظائرها من جهة ، وارتفاع قلق التحريف والتصحيف والوشاية ونظائرها من جهة اُخرى ، ذلك حال عرض الرؤى وبيان الأفكار ; حيث مكوّنات «المانع» ومؤنه وظروفه موجودة بقوّة غالباً ، وبإزائها «المقتضي» ومؤنه وظروفه معدومة غالباً .... تأسيساً على ذلك تأخذ فضاءات التورية والتقيّة والعزلة والصمت والأعراف الدبلوماسيّة مجالها الرحب ونشاطها الدؤوب فتكوّن شاهقاً كبيراً وحاجباً عظيماً عن واقعيّة الأفكار وحقيقة الرؤى ..
إنّنا في خضمّ سلبيّة نتاجات المانع ورواشحه من نفاق وببغائيّة وحربائيّة وصنميّة وتزلّفيّة وبراغماتيّة لا يمكننا إلاّ أن نُخضِع الوضع للمنهج العلمي الكفيل بإيجاد الفضاء المطلوب لانطلاق الأفكار مع الأخذ بعين الاعتبار ماهيّة الطرف الآخر وهل كونه هو الفرد أو المجموعة التي تقع مورد التخاطب والإلقاء ، وهل الظرف ظرف إغاثة أو دفع منكر أو بيان حقائق وبصائر لابدّ من بيانها والكشف عنها ..