التدبير الصحيح
إنّ العقل الناضج والقلب السليم هما اللذان يتفاعلان مع المؤثّرات والأحداث بنسق متوازن ، والتدبير العقلي الشعوري الصحيح يوفّر أنجع طرق الاختيار والانتخاب ..
فالافتخار بالانتماء الإثني والقومي والديني لا يوفّر حلاًّ ما لم يستند إلى العقل والشعور السليمين ; إذ بدونهما ستضعف الإرادة ويهتزّ الأداء وتتأرجح القيم وتشمخ الازدواجيّة وتستشري الانتهازيّة وتعلو المبادئ الرخيصة التي تنتج معضلة كأْداء لا تحمد عقباها ..
على خلاف التدبير النسقي الصحيح ، فإنّه يمنح الإنسان شأواً لامعاً يجعل الأدوات مسيّرة له ، بل هي كالاُمّ الرؤوم تحنو عليه كلّما افتقر لها في ميادين العلم والمعرفة والأحاسيس والمشاعر ..
إنّ التدبير الصحيح يمنح الفرد حجماً حقيقيّاً يمكّنه من تحمّل ما يجب تحمّله ، فتحتاجه الناس وتحتاجه الاُمّة ، يغدو مصدراً ومرجعاً واقعيّاً بعيداً كلّ البعد عن صور الزيف والمبالغة والمنافسة الكاذبة