لماذا الإلهيات؟
لا اُنكر على «الأكاديميات» ضرورتها أبدا ، وليس مثلي ـ بجهله ـ مَن يعلم مدى حاجة البشرية لها ، لكنّي انموذج الطالب الجامعي سابقاً والمتواصل ـ بمقدار ما ـ مع العلوم الحديثة حاليّاً أودّ أن أعترف وأقول :
لم تفتح لي «الأكاديميات» اُفقاً معرفيّاً واضحاً ولم تعطني نفعاً ثقافياً كافياً ولم تمنحني حصانة انتمائية أفخر بها .. أمّا الكلّيات التي تعلّمتها منها ـ وحتى بعض التفصيليات من علومها وفنونها التي ضاع غالبها بين الطيش الفكري والغرور الكاذب وضبابية الهدف ـ فلم ترو غليلي أو تَسدّ رمقي ....
بخلاف «الإلهيات» التي فتحت لي اُفقاً معرفياً رحيباً وأعطتني كسباً علمياً ثقافياً ملموساً ومنحتني حصانة انتمائية قوية ، فكنت ولازلت أشعر بل أعتقد بزيادة رصيدي العلمي يوماً بيوم ، بل ساعة بساعة ، إنّها كرّمتني حيث أهدت لي عين الثقة بالنفس ..
صرتُ ألمس قدراتي وحدود إمكانياتي بلا غرور وغلوّ وقشور ..