الفرقة الناجية
كيف يخلد للنوم من عزم على تهذيب نفسه وبناء ذاته ، كيف يرقد بهناء دون أن يستعرض شريط آناته التي تصرّمت ولحظاته التي قضت ، استعراضاً علميّاً معرفيّاً واقعيّاً ممزوجاً ـ بداهةً ـ بالنقد والتحليل والمراجعة والمقارنة ، من أجل نتائج تخلق فرصاً ليوم آخر أفضل من سابقه ، ليوم أكثر ثقة ووعي أعمق ، بشعور أرقّ وإحساس أرهف ، خصوصاً إن كان الإنسان ينتمي إلى مجموعة قيَميّة محدّدة المعالم والمحتوى بوضوح وشفّافيّة ، فإنّها من المفروض أن تغدق عليه مؤنها وأدواتها وآليّاتها وأنساقها التي تضيء له درب التهذيب والبناء.
ولا نحسب الأمر خالياً من الدموع والآلام والمعاناة والمصائب ، فكثيراً ما يجد سالك هذا الطريق ذاتَه في غربة ووحدة وعزلة بين أهله وعشيرته وأصحابه يودّ لو يهرب إلى مكان نائي ... وغالباً ما يرى أنّه لا يفقه شيئاً ، أو مردّداً بين التفكير الخاطئ والتفكير الصحيح الذي يأخذ به إلى القرار الحاسم ... إنّها بلا شكّ محطّات الفرز والانتخاب المصيري ، الانتخاب الذي يقوده إلى أحد النجدين ; فلابدّ له من التزوّد بالمؤن