هذا أنا فمن هم؟
تجمّعوا ، تجمهروا ، تماهوا ، تغنّوا بلحن التمنّي ، أنشدوا نشيد الشماتة والاستفزاز والتشفّي ، ردّدوا مزيّفاتهم المكرّرة وادّعاءاتهم المملّة وتبريراتهم المضلّة ، هتفوا ـ وأنا منهمكٌ أقصد الدرب المبين ـ : فاشلٌ أنت مهزوم ، التقدّم فيك معدوم ، راوح مكانك فالتراجع فيك محتوم ، حريٌّ بك أن تُفنى فلا يظلّ لك ذكرٌ ولا يدوم .... ثم واصلوا التشدّق متغطرسين ـ وأنا أتابع السير بجدٍّ ويقين ـ : شاهقةٌ أسوارنا ، عصيّةٌ موانعنا ، صلبةٌ هممنا ، قويّةٌ عزائمنا .... نحن نحن نحن ...
أمّا أنا فلاخيار لي سوى مواصلة المسير بذاك الوثوق والحماس المثير لأبلغ المطلوب الكبير .... مؤنتي وزادي : كلّ ما رسخ في عقلي وفؤادي من ذاك اللبن الصافي الذي غذّتني به أحاسيس آبائي وأفكاري المستفادة من معين الولاء الجاري في دمي ولحمي وعظمي ومخّي وسائر أعضائي ....
فأنا قلبٌ ينبض بالحبّ والمودّة والهيام بآل العصمة الأطهار ..