نحن وعلم الكلام
يقولون : إنّ المعرفة هي التأمّل في المفكّر فيه لكشف الواقع والحقيقة .. والتأمّل هذا ، ليس مجرّد تأمّلات عادية صرفة ، إنّما هو سلسلة مراحل خاضعة لمناهج وأدوات وسبل علميّة مختلفة باختلاف العقائد والميول والانتماءات ، المتعدّدة بتعدّد رواشح الفكر والعقل الإنساني ، استقرائيّةً كانت المناهج أم استنباطيّةً أم قياسيّةً منطقيّة ... سواء باعتماد الوحي في حركة الروح الإنسانيّة وأعمالها وتجاربها ، أو بالتخلّي عنه واعتماد التجربة والحسّ المحض أساسَ الكشف عن الواقع ، أو بمحاولات الجمع والتطعيم والإفادة من الميتافيزيقيا ـ مثلاً ـ في تخصيب الفروض التجريبيّة وتدعيم نتائجها الاحتماليّة لتغطية فشلها في الإجابة عن مجموعة تساؤلات حاصرتها وضيّقت الخناق عليها آناً بعد آن ..
ولا أدري ، هل استراح من استسلم لدين الآباء والأجداد استسلاماً تامّاً وخضع للموجود خضوعاً مطلقاً ، فقلّد وتبع وانتهى كلّ شيء ... حقّاً انتهى كلّ شيء واُغلق الملفّ وآمن إيماناً راسخاً بصفاته وشروطه وخصائصه عقلاً وقلباً وعملاً؟! لا أظنّ عاديّ العقل يقبل بذلك فضلاً عن