حقّ التاريخ
تسالم المعرفيّون على أنّ «المعرفة» مستندة إلى القوائم الشهيرة الثلاث : اللغة ، التاريخ ، الفكر .... كما تسالموا ونظراؤهم على كون التاريخ ليس مجرّد سرد جافٍّ للأحداث ، إنّما هو ضبطٌ برؤية فاحصة وتحليل علمي وقراءة منهجية ومراجعة غائرة ضاربة في الأعماق ، تستحضر الماضي وتفكّك الحاضر وتستشرف المستقبل ..
وإنّه لمن المؤسف والمؤلم حقّاً أنّ جلّ ما بأيدينا من نتاجات ومدوّنات في علم التاريخ هي حاصل جهد المناوئ والمخالف والمعادي الذي راح بسطوة السلطة الحاكمة والإمكانيات الهائلة يضربنا بسيف الحقد والحذف ضَرْبَ المحرِّف المضلِّل ، ولا تزال هذه الذراع الغادرة تحكم بظلم وتقبّح وجه التاريخ دون أن ننبري لمشروع جادّ يعيد صياغة التاريخ طبق رؤية مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) رغم تغيّر الظرف لصالحنا نسبيّاً وتوفّر المستلزمات المطلوبة ..
إنّ النقص الكبير الذي نعاني منه في هذا المضمار الحسّاس شكّل عبئاً ثقيلاً على كاهل الجهد المعرفي عندنا وحفر فجوةً فكريةً طالما حالت بيننا وبين الفهم الدقيق والاستيعاب الصحيح لمقاصد ومعارف أهل