أثر المكان والزمان
لسنا بصدد الخوض في التأثيرات الزمكانيّة على نحو التوسّع والتفصيل بقدر ما نريد أن نقول فقط : إنّ الظرف دخيل في الحكم وله تأثير ملموس عليه ، سواء كان هذا التأثير محدوداً أم كبيراً .. ويبدو أنّنا يجب أن نقبل بهذا التأثير انبعاثاً من تبنّينا لمقولة تكيّف النصّ خصوصاً والدين عموماً مع كلّ الأحوال والظروف ، مع التمسّك بالمبادئ والاُصول والقواعد الأساسيّة ..
يشمخ أمامنا حينئذ بحث التطوّر الدلالي للّفظ وحركة اللفظ النامية المتطوّرة بفعل المتغيّرات الزمكانيّة .. إنّنا إن رفضنا مقولة «التكيّف» نكون قد قضينا على وجودنا بالسكون والسكوت والانسحاب من حركة الحياة ونقرّ بأ نّنا كنّا قبل في ما مضى وانتهى الأمر ، فلا أفهام متعاقبة ولا استنباطات متصاعدة ولا كلّ شيء ، وهذا ما يرفضه «العقل» عندنا حينما يصرّ على كوننا ـ كنصّ ودين ـ وُجِدنا لنبقى ما بقيت الإنسانيّة ..
إنّنا إذ نتّفق مع مقولة الزمكانيّة بما أشرنا إليه أعلاه إلاّ أنّه اتّفاق بشرطه وشروطه :