في الحواس» .. معناه : إنّ كلّ فكر من أفكارنا تكوّنه تأثيرات آتيات توّاً من الخارج أو مجتمّعات في خاطرنا من بقايا تذكرات ماضيات انتقلن إلينا بواسطة إحدى الحواسّ الخمس ..
يقول كمال الحاج في «دفاعاً عن اللغة العربيّة» ص ٨ ، ٢٥ :
الفكر كائن حيّ ، متى صُبّ في قالب يصعب من ثَم نقله إلى قالب آخر مع إبقاء بيانه وبلاغته .. ولقد كان ذلك دليلاً عندي أنّ الفكر لا يتحرّك في مهده إلاّ بشكل لغة ، مهما تعالى وشفّ وتناهى في طبقات التجريد الرفيع فهو لغة منذ النبضة الاُولى .. من الصعب والحال هذه إن لم يكن من المستحيل أن نقبض على فكر لا يكوّن لغة ، على فكر لا يكوّن هذا اللسان أو ذاك ، على فكر لا يُلفَظ وإن صمتاً .. هذا الفكر العاري افتراض لا واقع ، هو مشروع فكر لا فكر صحيح ، هو تخطيط فكر في سبيل أن يصبح فكراً تامّاً .. ولمّا كانت الفكرة تتميّز بوحدتها ، أي لا يمكن أن تكون هذه وسواها في الوقت ذاته ـ دون أن تفقد جوهرها الصافي ـ فمن الواجب أيضاً أن تتميّز بقالبها الاُم ، أي أن تكون اللغة الاُولى ذات وحدة ، فلا يمكن أن تكون هي وسواها في الوقت ذاته ..
يقول زكي نجيب محمود في «تحديد الفكر العربي» ص ١٧ ، ٣٠ :
الأصل في الفكر ـ إذا جرى مجراه الطبيعي المستقيم ـ هو أن يكون حواراً بين «لا» و «نعم» وما يتوسّطهما من ضلال وأطياف ، فلا الرفض