فلمّا حوى الفكر أسرار هذه الأسماء الحسنى ، وظهر بين العالم بلباس هذه الصفات العليا ، خلق الله من فكر محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم أرواح ملائكة السموات والأرض كلّهم لحفظ الأسافل والعوالي ، فلا تزال العوالم محفوظةً مادامت بهذه الملائكة ملحوظة ، فإذا وصل الأجل المعلوم قبض الله أرواح هذه الملائكة ونقلهم إلى عالم الغيب بذلك القبض ، فالتحق الأمر بعضه ببعض وسقطت السموات بما فيها على الأرض ، وانتقل الأمر إلى الآخرة كما ينتقل إلى المعاني أمر الألفاظ الظاهرة ، فافهم ..
كذا في «الإنسان الكامل» ..
ويقول في كشف اللغات ولطائف اللغات : الفِكْرُ في اصطلاح السالكين هو سير السالك بسير كشفي من الكثرة والتعيّنات ـ التي هي باطلة في الحقيقة ، أي هي عدم ـ إلى الحقّ ، يعني بجانب وحدة الوجود المطلق الذي هو الحقّ الحقيقي ..
وهذا السير عبارة عن وصول السالك إلى مقام الفناء في الله ، وتلاشي وامّحاء ذوات الكائنات في أشِعَّة وحدة الذات كالقطرة في اليم ..
انتهى كلام التهانوي في معنى الفكر ..
أمّا كلامه في معنى النَّظَر ، فيقول :
بفتح النون والظاء المعجمة ... وعند المنجّمين : كون الشيئين على