ثم المراد بالقوّة القدسيّة القوّة المنسوبة إلى القدس ، وهو التنزّه هنا عن الرذائل الإنسانيّة والتعلّقات ، انتهى ..
قال الحكماء : هذه القوّة القدسيّة لو وجدت لكان صاحبها نبيّاً أو حكيماً إلهيّاً ، فظهر أنّ الاختلاف في الكيف مختصٌّ بالفكر ، والاختلاف في الكمّ يعمّهما ، هكذا يستفاد من شرح الطوالع وشرح المطالع وحواشيه في تقسيم العلم إلى الضروري والنظري ..
قال الصوفيّة : الفكر مَحْتد الملائكة سوى إسرافيل وجبرائيل وعزرائيل وميكائيل عليهم السلام من محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
اعلم أنّ الدقيقة الفكريّة أحد مفاتيح الغيب الذي لا يعلم حقيقتها إلاّ الله ، فإنّ مفاتيح الغيب نوعان : نوع حقّي ونوع خَلْقي .. فالنوع الحقّي هو حقيقة الأسماء والصفات ، والنوع الخَلْقي هو معرفة تراكيب الجوهر الفرد من الذات ، أعني ذات الإنسان المقابل بوجوهه وجود الرحمن ، والفكر أحد تلك الوجوه .. بلا ريب فهو مفتاح من مفاتيح الغيب ، لكنّه أبَّنَ ذلك النور الوضّاح الذي يستدلّ به إلى أخذ هذا المفتاح ، فتفكّر في خلق السموات والأرض لا فيهما ، فإذا أخذ الإنسان في الترقّي إلى صور الفكر وبلغ حدّ سماء هذا الأمر أنزل الصور الروحانيّة إلى عالم الإحساس واستخرج الاُمور الكتمانيّة على غير قياس ، وعرج إلى السموات وخاطب أملاكها على اختلاف اللغات ..
وهذا العروج نوعان :