الأوّل والثالث كما عرفت .. ولا ينافي ذلك كون عدم الحركة معتبراً في مفهومه ; لأنّ الحركة التي لا تجامعه ليست جزءاً من ماهيّته ولا شرطاً لوجوده .. ثم إنّ هذا المعنى أخصّ من الأوّل أيضاً وأعمّ من الثاني ; لعدم اعتبار وجود الحركة الثانية فيه .. وعند المتأخّرين هو الترتيب اللازم للحركة الثانية كما هو المشهور .. وذكر السيّد السند في حاشية العضدي : أنّ الحركة الثانية يطلق عليها الفكر على مذهب المتأخّرين ، انتهى ..
ويرادف الفكر النظر في القول المشهور .. وقيل : الفكر هو الترتيب ، والنظر ملاحظة المعقولات في ضمنه ، هكذا ذكر أبوالفتح في حاشية الحاشية الجلاليّة ، ويجيء توضيح ذلك في لفظ النظر أيضاً ..
فائدة :
قالوا : الفكر هو الذي يُعدّ في خواصّ الإنسان ، والمراد الاختصاص بالنسبة إلى باقي الحيوانات لا مطلقاً ..
فائدة :
قالوا : حركة النفس واقعة في مقولة الكيف ; لأ نّها حركتها في صور المعقولات التي هي كيفيّات ، وهذا على مذهب القائلين بالشَّبَح والمثال .. وأمّا على مذهب من يقول إنّ العلم بحصول ماهيّات الأشياء أنفسها فتلك الحركة من قبيل الحركة في الكيفيّات النفسانيّة لا من الحركات النفسانيّة ..
فائدة :
الفكر يختلف في الكيف ، أي السرعة والبطؤ ، وفي الكمّ أي القلّة