بوجه ما ، مستغرقةً فيها طالبةً لمبادئه المؤدّية إليه إلى أن تجدها وترتّبها ، فترجع منها إلى المطلوب ، أعني مجموع الحركتين ، وهذا هو الفكر الذي تترتّب عليه العلوم الكسبيّة ، ويحتاج في تحصيل جُزْأيْه المادّيّة والصوريّة جميعاً إلى المنطق ، ويجيء تحقيق ذلك في لفظ «النظر» ويرادفه النظر في المشهور بناءً على التلازم المذكور ..
وقيل : هو هاتان الحركتان ، والنظر هو ملاحظة المعقولات في ضمنهما ، وهذا المعنى أخصّ من الأوّل كما لا يخفى ..
والثالث : هو الحركة الاُولى من هاتين الحركتين ، أي الحركة من المطلوب إلى المبادئ وحدها من غير أن توجد الحركة الثانية معها وإن كانت هي المقصودة منها ، وهذا هو الفكر الذي يقابله الحدس تقابلاً يشبه تقابل الصاعدة والهابطة ; إذ الانتقال من المبادئ إلى المطالب دفعةً يقابله عكسه الذي هو الانتقال من المطالب إلى المبادئ وإن كان تدريجاً ، لكنّ شارح المطالع جعل الحدس بإزاء مجموع الحركتين ، فإنّه لا يجامعه في شيء معيّن أصلاً ، ويجامع الحركة الاُولى ، كما إذا تحرّك في المعقولات فاطّلع على مباد مترتّبة فانتقل منها إلى المطلوب دفعةً .. وأيضاً الحدس عدم الحركة في مسافة فلا يقابل الحركة في مسافة اُخرى ..
والتحقيق : أنّ الحدس بحسب المفهوم يقابل الفكر بأيّ معنى كان ; إذ قد اعتُبر في مفهومه الحركة وفي مفهوم الحدس عدمها .. وأمّا بحسب الوجود بالنسبة إلى شيء معيّن فلا يجامع مجموع الحركتين ويجامع