قال التهانوي في كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج ٢ ص ١٢٨٤ (لبنان ناشرون) :
الفِكْرُ بالكسر وسكون الكاف عند المتقدّمين من المنطقيّين يطلق على ثلاثة معان :
الأوّل : حركة النفس في المعقولات بواسطة القوّة المتصرّفة ، أيّ حركة كانت ، أى سواء كانت بطلب أو بغيره ، وسواء كانت من المطالب أو إليها ، فخرج بقيد الحركة الحَدْس ; لأ نّه الانتقال من المبادئ إلى المطالب دفعةً لا تدريجاً ..
والمراد بالمعقولات : ما ليست محسوسة وإن كانت من الموهومات ، فخرج التخيّل ; لأ نّه حركة النفس في المحسوسات بواسطة المتصرّفة ، وتلك القوّة واحدة لكن تسمّى باعتبار الأوّل متفكّرة ، وباعتبار الثاني ـ أي باعتبار حركة النفس بواسطتها في المحسوسات ـ تسمّى متخيِّلة .. هذا هو المشهور ..
والأولى أن يزاد قيد القصد ; لأنّ حركة النفس في ما يتوارد من المعقولات بلا اختيار كما في المنام لا تُسمّى فكراً ..
ولا شكّ أنّ النفس تلاحظ المعقولات في ضمن تلك الحركة ، فقيل : الفكر هو تلك الحركة ، والنظر هو الملاحظة التي في ضمنها .. وقيل : لتلازمهما أنّ الفكر والنظر مترادفان ..
والثاني : حركة النفس في المعقولات مبتدئة من المطلوب المشعور