وخصائصها والسلبيّات المترتّبة عليها بما لا حاجة معه إلى التكرار والإعادة ..
يمكن القول : إنّ مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) كمركمز علمي تحقيقي فقدت سلّم الأولويّة لدى المؤسّس ، وإن حافظت على محوريّتها ومركزيّتها فلأجل كونها مقرّ تواجده وحضوره وتوافد الناس عليه .. وهذا التراجع مشهود لدى الجميع وآثاره سارية على الفضاء داخل المؤسّسة ، ناهيك عن خارجها ; حيث العتب والنقد جرّاء انخفاض الفاعليّة العلميّة وانشغال الوكيل العامّ ومن حوله باُمور المرجعيّة.
نحن نبقى نجدّ بمساعينا كي نحفظ للمؤسّسة وجودها المعرفي والثقافي من خلال تواصل العمل والنتاج ، رغم كلّ الإشكاليّات والمعوّقات والمثبّطات ، رغم كلّ المغريات وأدوات الاستقطاب التي تستخدمها سائر المراكز المشابهة لجذب طاقاتنا ..
أمّا أنا فسائر على المنهج والمبنى الذي شيّدته لحياتي العلميّة والثقافيّة ; إذ «التحقيق» ما عاد هدفي وغايتي ، إنّه منصّة انطلاق نحو مشاريع وأهداف اُخرى ، ولاسيّما أنّ البقاء في إطاره يعني : تحجيم الاستعداد وتخدير الطاقات ومحاصرة الأفهام وحبس الأفكار وتأفيل الإبداع .. نعم ، أجد في الكتابة والمطالعة والمتابعة الثقافيّة المتنوّعة متنفّسي واُفقي الواسع وفضائي الذي اُحلّق فيه بلا قيود وتكبيل ، أمّا التحقيق فرغم الخدمة الجليلة التي أسداها لي فإنّه «بمعناه المعهود» يجعلني أسيرَ رؤى