الآخرين وتابعاً لرواشحهم العلميّة رغم الذي أكنّه لهم من عظيم الإجلال والإكبار والاحترام ..
لا اُريد أن أدور في فلك آثار الآخرين دوراناً ذيليّاً ، إنّما أهدف إلى التعلّم من أفكارهم لأستثمرها في صقل وبلورة وصياغة أفكاري ، ولذلك حاولت منذ البدء أن أجعل «التحقيق» ـ لما يفرض عليّ من مراجعات ومطالعات وتأمّلات ومناقشات ـ واحداً من المناهج التي أملأ بها فراغاً علميّاً لم تتوفّر الفرصة الدراسيّة في اغتنامه ، مثلاً تمكّنت نوعاً ما من الاستعاضة بالبحوث التحقيقيّة التي اُوكلت لي مهمّة ضبط وتقويم نصوصها ـ ككتاب الحجّ والنكاح والقضاء والشهادات والصوم والخمس والزكاة والإجارة ـ عن بحوث دروس الخارج الفقهيّة التي لم اُوفّق للاشتراك فيها ..
وعلى ضوء المجموع الكلّي حصلتُ على مقدار من الخلفيّة العلميّة والثقافيّة التي تمكنّني من صياغة وتدوين الرؤى والأفكار التي أسلك في عرضها وبيانها مسلك «المسافات القصيرة» ; حيث لا أميل إلى التطويل المملّ والإيجاز المخلّ ، خصوصاً أنّ عصرنا والظرف الراهن يحتاج القيم والمفاهيم والمبادئ التي تُنشَر بنحو محتوائي جذّاب استقطابي ، وهذا ما يستدعي الإبداع والابتكار المقترنين بالأساليب الممتعة التي تميل لها الطباع وتأنس لها النفوس وتتقبّلها أواسط العقول والأذهان ، أمّا الموسوعات والمطوّلات والمجاميع والدورات فإنّها اختصاصيّة ليس بمقدور غالب الناس الوصول إليها واقتنائها ومراجعتها وفهمها ; لسعتها