وأنا في خضمّ الفضاء الجديد العملاق قياساً إلى ذلك الفرع ، كان عليّ التفكير بالأساليب والآليّات والأدوات التي تجعلني رقماً فاعلاً يقاوم كلّ الأفعال ـ المقصودة وغيرها ـ التي تحاول تهميشه وتضعيفه وعزله ، لذا تعاملت مع الواقع الجديد طبق المناهج والمعايير التي استفدتها من فلسفة التحقيق والدرس ، مجانباً بذلك التهوّر والتسرّع والاستعجال في إصدار الآراء والأحكام ، معتمداً التأ نّي والمراجعة والمقارنة والاستقراء والتحليل والقراءة المعمّقة كي أحصل على النتائج المطلوبة ، ولا اُنكر الأخطاء والهفوات التي كانت ولازالت تقع بين الفترة والاُخرى ، إلاّ أنّ التزامي بالمراجعة يساعدني كثيراً في تقليل نسبة الخطأ .. كما ويعدّ فهم خصائص الآخرين والتعرّف على نقاط القوّة والضعف فيهم أمراً على غاية الأهمّيّة في تحقيق النجاح ..
بدأت الفاصلة تكبر شيئاً فشيئاً بين السيّد جواد الشهرستاني بعنوانه مؤسّس ورئيس المؤسّسة وبين السيّد جواد الشهرستاني بعنوانه الوكيل المطلق لمرجعيّة السيّد السيستاني مدّ ظلّه ; بفعل التزامات ولوازم ومشاغل المرجعيّة التي لا يمكن قياسها بمشاغل المؤسّسة أبداً على شتّى الأصعدة الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والإعلاميّة وغيرها ..
يرى السيّد الشهرستاني أنّ المؤسّسة قد اجتازت كلّ العوائق والمشاكل التي كانت تعترضها آنذاك وأنّ الفضاء الحالي مهيّأٌ جدّاً لمواصلة السير براحة البال الخالية من أيّ منغّص ومعكّر ..