بعض الأقارب والناس ، لا أدري لعلّي أنا المخطئ أم هم ، لا اُريد خوض التفاصيل التي قد تجرّني إلى التهمة والغيبة والبهتان ، لذا أكتفي بذكر هذا الأمر على كونه أحد العوامل التي دفعت بي إلى الرحيل ..
«جفاءٌ بحقّ الإمام (عليه السلام) إذا انتقلت» عبارةٌ سمعتها من أكثر من شخص محترم ، وكنت قبلها منهمكاً بكيفيّة مغادرة أرض طاهرة وموطن مقدّس ضمّني واحتضنني ومنحني بركات وخيرات من فيض الموجود العظيم ، عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ، فبفضله اهتديت وتعلّمت وتقدّمت وصرت أفهم الأشياء واُدرك الاُمور بنحو أكثر عمقاً وجوهريّةً وأصالة .. وكيف لي الرحيل عن مدينة عشقتها لما فيها من القدسيّة وأنفاس العصمة والنجابة والطيب؟! لقد أرّقني «الجفاء» وأقضّ مضجعي .... لكنّي إن قرّرت الرحيل إنّما بأمل الرجوع يوماً ما إلى أنيس النفوس ومهوى الأفئدة ، سيّدي ومولاي أبي الحسن الرضا عليه السلام ، أملاً مفعماً بالدعاء لم يخفت ولم يأفل ، بل يزداد عنفواناً كلّ يوم ، ولن يشتاق القلب ويهفو كما يشتاق ويهفو إلى مشهد الرضا ، عسى ربّي أن يستجيب لي دعائي ويحقّق لي مناي ..
ولا أرى المولى عليه السلام غاضباً عليّ وقد اتّخذت من مدينة اُخته فاطمة المعصومة عليها السلام موطناً ، مركز الإشعاع العلمي الديني والثقافي ، حصن آل محمّد عليهم السلام ، وما ورد في «قم» وأعلامها من روايات وأقوال وتاريخ مجيد كثيرٌ لا يمكن لهذه الصفحات استغراقه مطلقاً ..