كان لتواصلي الفاعل والإيجابي مع مركز المؤسّسة في قم أثره الكبير في رغبة رئيسها ومؤسّسها بالانتقال ، وقد عبّر عن ذلك خلال اتّصال هاتفي أواسط سنة ١٤١٥ هـ .. ق واقترح عملاً مزدوجاً في المؤسّسة ومكتب المرجعيّة ، لكنّي فضّلت البقاء على تخصّصي بدعم من أصدقائي في اللجنة الإداريّة ..
ومع أنّي كنت أرغب بفضاء التخصّص في مدينة قم لكنّ الرغبة شيء والواقع والفعل شيء آخر ; إذ الأمر يحتاج إلى تفكير وتأمّل ومقارنة ومراجعة واستقراء ، وقد طال ذلك حوالي السنة ، مرّت أيّامٌ قرّرت فيها البقاء ، واُخرى صمّمت فيها على الرحيل .. وثالثة كنت متردّداً فيها بين هذا وذاك .. ولعلّي كنت أنتظر الحجّة المناسبة للعزوف عن الذهاب ، حيث مثّل لي التحوّل تحدّياً ومجازفةً واختباراً صعباً ، فالمركز يختلف عن الفرع اختلافاً شاسعاً ، على شتّى الأصعدة والمجالات ، كمّاً وكيفاً ، والنجاح في محيط محدود كفرع مشهد لا يعني حصوله في محيط كبير جدّاً ، ولاسيّما في ظلّ الظروف التي أعيشها أنا كشخص جديد قادم من مكان بعيد جاء ليدير تحقيق النصوص في مركز الكيان المعروف والمشهور بمكانته ونتاجه وطاقاته .. لكنّي ـ كما ذكرت مراراً ـ اُصارع التحدّي وأسعى لإثبات قدراتي مع ما في العمليّة من موانع وأخطار ..
ولداي كانا صغيرين لا يستطيعان إبداء الرأي ، أمّا زوجتي فما كانت تخفي رغبتها بل ربما فرحتها بالانتقال ; لوجود أهلها في قم ، ولانتعاش الآمال بتحسّن الأوضاع ، إلى ذلك فلقد عانيتُ التوتّر في العلاقات مع