اتّخذوا الدين مغنماً ووسيلةً لبلوغ الرغبات الذاتيّة والمطامح الشخصيّة ..
وإن كنت مديناً في حياتي العلميّة والثقافيّة لشيء فأنا مدين للدروس الحوزويّة وتحقيق النصوص ، ثم مطالعاتي ومتابعاتي السمعيّة والبصريّة ..
نعم شكّل الدرس الحوزوي ثم التحقيق ركنَي وجودي الثقافي ، فأنا لهما مدين ; حيث علّماني ما كنت لا أحلم به حتى ، فلعلّني فهمت بهما السرّ وفتحت الشفرة وأدركت النقطة التي تعني رسوخ الثقة بالنفس ..
بعبارة اُخرى : صرت أرى في قرارة أعماقي أنّني غدوت صاحب رأي وقرار وتصميم ، اُميّز المعارف والأفكار والثقافات والقيم والمبادئ والانتماءات وثقل الأفراد ... ولا اُخفي سرّاً إن قلت : إنّني مسرور بما منّ الله عليّ من فتح وتوفيق ، لكنّي لازلت طامحاً بالمزيد ، طامعاً بمراتب تأخذ بي إلى فضاءات الإبداع والابتكار المعرفي والثقافي .. وأقصد بالفتح والتوفيق : النقلة الهائلة التي أنقذت حياتي ، حيث الانتشال من حضيض الغرور وخطر الانزلاق والسقوط في مهاوي الضياع إلى فضاءات العلم والمعرفة والثقافة والإيمان وسبل الخير والهداية ..
كلّما استجمع ذاكرتي واُمرّرها على عقلي وقلبي متى ما تسنح الفرص والدواعي المحرّكة لها ، أجد الجهل والفقر المقطعي أشدّ مراحل الماضي تعاسةً ، وأقصد بالجهل : الادّعاء الذي يغاير الحقيقة ، فلطالما أعتقدت لذاتي بحيازة الرفعة العلميّة والمكانة المعرفيّة ، اعتقاداً أراه اليوم