وقد عملت وبرمجت وسعيت نحو الاكتفاء المالي ، وحينما حصل ذلك أرخى الواقع عنانه لأفكاري لتنطلق في فضاء الحرّيّة والاستقلال والاختيار ، صرت أتأمّل وأتدبّر الأشياء بكيفيّة أرقى واُسلوب أرفع وأدوات أنضج ; لأ نّي لا أخشى بعد الآن سوى نفسي التي قد تأخذ بي إلى هنا أو هناك ..
وبشفافيّة تامّة أقول : غدوت اُفكّر بربّي تفكيراً أشمخ كما هو الحال بالنسبة إلى النبيّ والأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) ولاسيّما قضيّة غياب الحجّة ـ أرواحنا فداه ـ التي أشغلت ولازالت تشغل بالي كثيراً ، من باب كوني لا اُريد وضع اعتقادي على كفّ عفريت أو يغدو كهشيم تذروه الرياح في يوم عاصف ، خصوصاً أنّ العقلانيّة بهيمنتها العصريّة تفرض شروطاً يصعب إغفالها وتجاوزها ، كما وأ نّنا من جهة اُخرى لدينا المؤن اللازمة والخزين الثرّ للإجابة عن تساؤلاتها ، لكنّ الذي يضعف فينا هو الأداء الجيّد والاُسلوب المعياري العلمي والمنهج الصحيح ، فلِمَ لا يغيب الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف ألف عام وأكثر عقلانيّاً حتى؟ ذلك إذا فهمنا واستوعبنا الآليات السليمة فاغترفنا من المحتوى الرصين مؤناً تكفينا في تثبيت إيماننا والانتقال به من عالم التصوّر إلى عالم التصديق ، ثم إدارة الحوار والصراع بنَفَس أقوى وحجج أدهى وعقلانيّة أرقى ..
نعم ، يتطلّب الأمر مزيداً من العمق والجوهريّة والأصالويّة التي تعني كشف زيف انتماء الكثيرين ـ حتى بعض المسمّين بالعلماء ـ الذين يعشعشون على المظاهر والقشور ; تحقيقاً لمآربهم وغاياتهم ، حيث