لكيان كان أساس نشوئه نشر آثار علوم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) التي دوّنتها عقول وأفكار علمائنا الأفذاذ منذ مئات السنين وظلّت مركونة في زوايا المكتبات يعلوها غبار الدهر ويبني ، فشمّرت فتيهٌ آمنت بربّها وبالرسول الكريم والأئمّة المعصومين ومدرستهم المقدّسة وما رشح عنها من تصنيفات ومدوّنات لتزيل ذلك الغبار عن هذه الآثار والنتاجات وتعرضها في ميادين العلم والثقافة والمعرفة مصحّحة منقّحة مطبوعة بحلّة جديدة زاهية ، وبذلك تكون قد رفدت المكتبات الوطنيّة والإسلاميّة والعالميّة والمراكز المختصّة بروائع الأسفار التي صاغتها أذهان أقطابنا الأجلاّء بأحرف من نور ..
ومؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) كانت رائد الحلبة والمضمار بفعل نتاجها الراقي واُسلوبها المبتكر الذي أعجب الجميع ، ألا وهو منهج التحقيق الجماعي الذي اُشير إليه وجرى شرحه في أكثر من مناسبة وموقف ..
ويعلوني الفخر ونشوة الانتماء لكيان ما برح يذبّ عن القيم السامية والمبادئ النبيلة ..
لقد أفادتني تجربة مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) كثيراً وأتاحت لي فرصة الاحتكاك العلمي الواقعي عبر خوض غمار المتون الصعبة المغلقة المبهمة ، وحلّ رموزها وفهم مطالبها وهذا ما يعني : مناقشة عسيرة وامتحان كبير لابدّ من النجاح فيه ; إذ الفهم والتلقّي الصحيح يرشح منه نصٌّ علميٌّ موزَّعٌ توزيعاً صحيحاً ، والعكس بالعكس ... علماً بأنّ الوسط