إطلاق النار بمثابة تجرّع كأس السمّ .. ولا يخفى أنّ تصميم الجمهوريّة الإسلاميّة هذا قد جاء في الوقت المناسب ; لظروف الجبهات وخارجها التي شهدت إصراراً وضغطاً دوليّاً كبيرين للنيل من النظام والسعي إلى إسقاطه بكلّ الوسائل الممكنة .. ونحن إزاء ذلك كنّا بين حالين : غصّة بقاء صدّام وأمل في حلّ مشكلتنا ..
طوت إيران ملفّ الحرب وشمّرت عن ساعد الأعمار والبناء ، فشهدت البلاد حركة لا نظير لها ، تمكّنت من خلالها إعمار ما خلّفته الحرب من خراب ودمار ، ثم التوجّه نحو تنفيذ المشاريع العملاقة على شتّى الميادين والأصعدة .. وإيران اليوم نموذج عملي لبلد يروم الإنسلاخ من مجموعة الدول النامية ـ العالم الثالث ـ والالتحاق بركب العالم المتقدّم .. وما الخطّة العشرينيّة إلاّ منصّة الانطلاق من هذا العالم إلى العالم الآخر ، ونماذجها كثيرة على صعيد البنى التحتيّة والتحقيقات العلميّة والمحاولات الفضائيّة الناجحة والقفزات الطبّيّة الكبيرة ونظام الرعاية الصحّيّة والاجتماعيّة وبناء السدود وصناعة السفن والسيّارات والاكتفاء الذاتي النسبي وتخرّج الطاقات والكوادر المختصّة ، إلى ذلك متانة واستقرار النظام السياسي والتأثير والنفوذ القوي في شتّى الأحداث والمواقف الإقليميّة والدوليّة .. وتشير الإحصائيّات الصادرة من المراكز الاقتصاديّة العالميّة ـ المنتشرة قبل حوالي عامين ـ إلى حضور إيران ضمن الواحد والعشرين دولة الأقوى نموّاً اقتصاديّاً في العالم .. ولعلّ السبب الأساس يعود إلى ضيق الفجوة بين النظام والشعب أو انعدامها في