يحفظ العزّة والكرامة وشأن الإيمان الذي أروم بلوغه ..
شكّل مجيء الوالدة رحمها الله من العراق إلى إيران عام ١٩٩٢ م ، بعد ذهابي أنا وأخي الأكبر وابن عمّنا إلى «مدينة شقلاوة الشماليّة» للإتيان بها ، وما حصل هناك من مواقف ودموع أثناء اللقاء الذي تمّ بعد فراق دام إثني عشر عاماً ، شكّل حدثاً هامّاً في حياتي ، ولاسيّما أنّها الاُم التي رسمتُ لها في عقلي ومشاعري أجمل معاني الحبّ والعطف والحنان .. جاءت الوالدة وأضفت جوّاً جديداً مفعماً بالحركة والتغيّر النسبي الإيجابي في واقع العلاقات العائليّة ، إلاّ أنّني ينبغي أن اُسجّل اعترافاً مرّاً مفاده : إنّنا جميعاً ـ أبناؤها ولاسيّما أنا ـ لم نكن أبداً بمستوى الأبناء الذين يعتنون باُمٍّ جاءت فقط لتعيش في أحضان فلذات كبدها ، فقد أعمتنا بعض أخطاء الوالدة ـ غير المقصودة ـ عن القيام بوظائفنا تجاهها ، وأحتمل أنّ بعض أساليبنا معها بلغت ـ للأسف ـ حدّ العقوق .. أعتقد أنّها ماتت وقلبها محزون من أبناء لم يحسنوا صنيعاً معها .. وبذلك فإنّنا جميعاً لم نستفد من تجربة الوالد رحمه الله الذي مات وفي قلبه بعض الآلام من سلوك الأبناء .. إنّنا جميعاً يجب أن نعمل كلّ ما يجلب الرضى والسرور لوالدينا المرحومين في قبريهما ، عسى الله سبحانه وتعالى أن يمنحنا البركة والتوفيق وحسن المآل ..
بعد ثماني سنوات ، وضعت الحرب العراقيّة ـ الإيرانيّة أوزارها بعد إعلان السيّد الخميني (قدس سره) الموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٥٩٨ ، مضمّناً تلك الموافقة مقولته الشهيرة التي مفادها : إنّ قبول وقف