الخروج ; حيث كان يمنعنا ويقفل الأبواب ، فلا يبقى لنا منفذ سوى السلّم والسطح الخارجي والجدار الذي نتسلّق عبره إلى سطح بيت الشيخ نور ثم الفرار من هناك إلى الشارع .. ولا أنسى ذات يوم تمكنّا فيه أنا وأخي من الفرار وكنّا بالقرب من مخبز الحاج أبي فلاح في شارع الحبّوبي نمشي مسرورين بالإفلات من أخينا الأكبر ونقهقه ساخرين بأ نّه نائم الآن نوماً عميقاً بجوار زوجته وليس بمقدوره الإمساك بنا ، في تلك اللحظات وإذا بيد تمتدّ إلى أخي لتمسكه من عنقه ، التفتّ وإذا به «ألأخ الأكبر» ، أمّا أنا فقد أفلتّ منه وانطلقت هارباً بسرعة فائقة ، إلى أين ، لا مفرّ ، إنّه سينال منّي عاجلاً أم آجلاً .. كنّا وأخي الثاني أشبه بالحلف ، فإذا كان لا يستطيع دخول البيت خوفاً فأنا الذي اُوصل له إمدادات الأكل والشرب وكذلك العكس .. أمّا أخي الثالث فكان هادئ الطبع ساكناً ليس في فضاء المشاكسة والوكاحة مثلنا ، وكنّا نسمّيه «الملاّ» ..
كانت المرحومة زوجة أخينا الأكبر كالاُمّ الثانية لنا ، فهي التي تعتني بشؤوننا ونحن صغار من جهة النظافة والملابس وغيرهما ..
لا أنسى والدتي حينما كانت تتضوّع ألماً جرّاء وجود الحصى في كيس الصفراء لفترة طويلة إلى أن اُزيلت بعمليّة جراحيّة ناجحة نفّذها الدكتور البارع إحسان البحراني في مستشفى الآلوسي الواقع بشارع المغرب في منطقة الأعظميّة ببغداد ، وكنت إلى جنب والدتي ولازال المخدّر «البنج» لم يفارقها حتى أفاقت ففرحت فرحاً لا يوصف .. ولا